إشكالية الوعي - البعد التجريبي الفزيولوجي


 

1)   البعد التجريبي – علم وظائف الجسم

·       من السيكولوجي إلى الفزيولوجي

إن  أطروحة بياجيه قد استرعت في انتباهها لعملية الوعي بالذات التطور الذي يمر به الطفل بيولوجيا و أثر هذا التطور على سلوكه المعرفي، الشيء الذي يؤكد أن مسألة الوعي هي في الحقيقة الأمر لشديدة الصلة بما هو فزيولوجي في الإنسان؛ فكيف يستقيم الفهم بأن عملية الإدراك ما هي إلا نشاط عصبي مشروط فزيولوجيا؟
 يقول عالم بيولوجيا الأعصاب جون بيير شونجو: " من الطبيعي، بالنسبة لي وباعتباري عالم بيولوجيا الأعصاب، أن أعتبر كل نشاط عقلي، ـ كيفما كان، سواء كان تفكيرا، أو اتخاذا لقرار، أو انفعال، أو شعورا، أو رغبة، أو وعي بالذات ـ عبارة عن نشاط عصبي مشروط فزيولوجيا، بحيث تكون خلايا عصبية محددة، هي التي تستجيب، أولا، لمنبهات خارجية. وقد أذهب أبعد من هذا، فأقول: ليس النشاط العقلي سوى النشاط العصبي. (جون بيير شونجو، مانيار، نصوص فلسفية، بدون تاريخ، ص: 69) .
 

·       بناء القدرات الدماغية

ويبين الباحثين آرثر وينتر و روث ويتنر  من خلال كتابهما بناء القدرات الدماغية ـ أحدث الطرق المبتكرة لحماية و تحديد القدرات الكامنة في الدماغ؛ أن عملية الإدراك  باعتباره عملية الوعي الحسي أو المعرفة، "ينطوي على ما يلي:

-         التركيز و الانتباه.

-         التمييز بين ما له صلة بالموضوع و ما ليس له صلة.

-         الحفظ ـ ترميز المعلومات وتخزينها في الذاكرة .

-         تنظيم المعلومات وتنسيقها.

-         حل المشكلات.

-         نقل المعلومات و الاتصال.

-         إيجاد طرق جديدة لمعالجة واستعمال المعطيات المعلوماتية.

... لقد أصبح من المؤكد أن الدماغ و الجهاز العصبي المحيطي (اللامركزي) يعملان كعمل أسلاك الهاتف التي تقوم بنقل المكالمات ذهابا و إيابا. ويمكن لمحرض ما أن يجعل المعلومات ، التي تولد الإشارات الداخلية و الخارجية لأفكارك و أفعالك، تجري داخل الأسلاك الممتدة في أنحاء جسمك. (آرثر وينتر و روث ويتنر  ، ترجمة : كمال قمطاوي و مروان قمطاوي، دار الحوار، ص: 17 )


 
 

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

مشكلة الوهم و الإديولوجيا

الرغبة

إشكالية اللاوعي: البعد الواقعي و البعد الفلسفي والبعد النفسي